غرفتي المظلمة
غرفتي المظلمة
عندما كنتُ طفل صغير كنت أخشى الظلام كثيرًا، كنتُ أحرص على إضائة غرفتي طوال الوقت، كان النوم لي عقاب، لكن الآن أصبحت أُحب غرفتي المظلمة، هي ملاذي من العالم، أصبح
النوم غاية ومكافأتي لنفسي لتحملها موقف مؤلم بدون بكاء، غرفتي المظلمة تلك تُشبه حياتي؛ ظلام دامس، صمت مميت، لكن على كل حال أحبها؛ فهنا أهرب من الحزن الذي يُلاحقني، هنا لا أسمع صوت أمي تتمنى لو لم تُنجبني، لا أسمع صوت صديقي يُخبرني أنه سأم صداقتنا وراحل، لا أرى نظرات من حولي التي تُخبرني بكل صراحة كم أنا سيئ ولستُ مقبول، هنا أكون الطفل الذي يبكي دون أن ينعته أحد بالضعيف، هنا أكون الطفل الذي يُريد الهروب الى أحضان أمه وتُربت عليه حتى يهدئ بكائه، الا أن هذه رفاهية لا أمتلكها؛ أنا هذا الطفل الذي ليس له في حضن والدته مكان، هنا أجلس الى الحائط، أضمم ركبتيّ إلى صدري، أحتضن نفسي؛ أحميها من أشباح الحزن التي تكاد تفتك بها، تنتابني رغبة شديدة في أن أُحدث صديقي، أن أخبره كم أنا حزين، لكن هذا أيضًا لا أملكه؛ صديقي ليس هنا، صديقي أصابه الملل من أحزاني و أشباحي، أقمع كل تلك الرغبات وأحتضن و سادتي وأبكي، عندما تهدئ حدة نوبة المد هذه أخرج للعالم بقناع اللا شيء؛ ليس هنا الشخص الذي يحتضن حزني.